مع إنّ خواتم الزواج تزيّن أنامل الكثير من النساء بتصاميم تبلغ أحياناً آلاف أو ملايين الدولارات، فلا يزال العديد منّا يجهل منشأ عادة لبس هذه الخواتم. هيّا نعود سويّاً 4,800 سنة إلى الوراء، إلى زمن مصر القديم حيث يُزعم أنّه تم أوّل تبادل لخواتم الزواج.
في تلك الأيام، لم تكن الخواتم مصنوعة من الذهب طبعاً بل من البوص والنباتات التي كانت تُجدّل لتلائم أصبع المرأة. وكانت دائرة الخاتم تمثّل للمصريّين والثقافات الأخرى رمز الأبديّة والحبّ المتناهي.
ولا شكّ أن المواد المستخدمة لتصنيع هذه الخواتم تطوّرت مع الوقت وحسبما كان متوفّراً للإسنان، فسرعان ما استُبدلت بالجلد والعظم أو العاج. وحتى حينذاك كانت المواد المستخدمة دلالة على مركز الزوج الإجتماعي وعلى قدراته الماليّة.
أمّا في عصر الرومان، فأصبح خاتم الزواج رمزاً لصفقة “شراء” وغالباً ما كان يُقدّم لوالد العروس كدلالة ملكيّة. ولم تُمنح المرأة خاتماً ثميناً كرمزٍ للثقة إلا في القرن الثاني قبل الميلاد، وكانت تلبسه فقط خارج المنزل. أما في البيت وأثناء الأشغال المنزليّة، فكانت تلبس خاتم الخطبة المصنوع من الحديد والذي كان يُدعى “أنولوس برونوبوس”.
وأطلق عصر النهضة خاتم “Gimmel”، وهو خاتم مصنوع من قطعتين مكمّلتين لبعضهما، واحدة للمرأة وواحدة للرجل يوحّدانهما يوم زفافهما، حسب عادة يُزعم أّنها انبثقت من الشرق الأوسط. أما بعد الزفاف، فكانت المرأة وحدها تبقي الخاتم على أصبعها، فلم يبدأ الرجال يلبسونه إلا في الأربعينات كرمز إلتزام بنسائهم عندما كانوا يخوضون الحرب بعيداً. ومن الواضح أن هذه العادة استمرّت حتى أيامنا هذه.
وخلال هذه العصور، كان يمكن لبس الخاتم في أي أصبع حتّى أقرّ الرومان أنه يجب ارتداءه في الأصبع الرابع من اليد اليسرى نظراً إلى وجود عرق في هذا الأصبع يُشار إليه بـ”عرق الحب” يتّصل مباشرة بالقلب. وبالرغم من عدم برهنة صحيحة هذه المعلمومة، فلا تزال تُطبّق هذه العادة حول العالم حتى هذا اليوم.
من الواضح أن خاتم الزواج شكّل لعصور عديدة رمزاً للإلتزام ولا شكّ أنه سيبقى عهداً للحبّ والوفاء لدى الأزواج للقرون القادمة.