ما زلنا نشاهد تقاليد الزفاف ونتابعها لسنواتٍ طويلةٍ من دون أن نعرف حقاً جذورها ولا معانيها. فهل تساءلت يوماً لماذا تحمل العروس باقةً من الأزهار حينما تمشي في الممرّ الذهبي، أو لماذا تحتاج لوصيفةٍ من أجل أن يتم الزفاف، أو حتّى ما السبب وراء عدم سماحها لعريسها برؤيتها في فستان الزفاف الأبيض قبل اليوم الكبير؟
لنسافر معاً في الزمن ونكتشف معاني هذه التقاليد الجميلة التي لطالما حافظت عليها ثقافات عديدة من الأقطار الأربعة وبها اتّحدت بلدان وقارّات في احتفالها بالحب.
١- الوصيفات
في قديم الزمان، كانت الوصيفة أكثر من مجرّد شاهدٍ على عقد قران العروس بالعريس، فكانت تضطلع بمهامٍ بالغة الأهمية، إذ كانت تحمل مسؤولية حماية العروس من محاولاتٍ لخطفها أو لسرقة مهرها في طريقها نحو قرية العريس. أما اليوم، فمن البديهي أنّ الأمور تغيّرت وأصبحت مهمة الوصيفة الوقوف بجنب العروس لكي تشعر بأكبر قدرٍ من الارتياح في يومها الكبير.
2- حمل باقة من الأزهار
قبل أن تحمل النساء باقةً من الأزهار يوم زفافهن، كنّ يحملن مجموعةً من الأعشاب العطرية والبهارات من أجل طرد الأرواح الشريرة. فكان لكل عشبةٍ معناها الخاص، إذ رمز الحكمة هو القصعين الطبي المسمّى أيضاً بالمريمية. أخذت هذه الخرافات تزول مع الوقت وأصبحت الأعشاب تبدل بالأزهار، ليس فقط لجمالها، بل أيضاً كونها ترمز إلى مزايا كثيرة، منها الطهارة والخصوبة والسعادة.
3- إرتداء الطرحة
يعود هذا التقليد إلى أيام الرومان، حيث كانت العروس ترتدي طرحةً من رأسها إلى قدميها كرمزٍ للعذرية والطهارة. قد يكون رمز الطرحة تغيّر مع مرور الزمن، غير أنّ العرائس ما زلن يرتدينها كأكسسوارٍ جميلٍ يتماشى مع فستانهن الأبيض، خصوصاً في الكنيسة حيث يرمز إلى التواضع.
4- تسليم العروس
إعتادت العروس على أن تكون مباعةً من أبيها إلى زوجها كجزءٍ من عقدٍ أو اتّفاق سلطة في ما بين العائلتين. إنّه لأمرٌ محزن، بل حقيقي. ومع مرور السنين، تترجمت فكرة “التسليم” إلى الصورة المؤثرة للأب وهو يرافق ابنته في الممر الذهبي ليعطيها إلى الرجل الذي سيهتم بها.
٥- إلقاء باقة الأزهار
في القرن الرابع عشر، إعتاد الناس على ملاحقة العروس في بريطانيا لمجرّد تمزيق ثوبها لأخذ قطعةٍ واحدةٍ منه كرمزٍ للحظ السعيد والخصوبة. وبما أنّ فساتين الأعراس أصبحت اليوم باهظة الثمن وثقيلة، يتم التعبير عن “الحظ السعيد” عبر إلقاء الرباط، ومن ثم باقة الأزهار، ما يجلب حظ الزواج للفتاة العذباء التي تلتقته.
٦- الزفّة
وهي عبارةٌ عن رقصةٍ تقليديةٍ وثقافيةٍ تعرض في خلال الأعراس التي تقام في العالم العربي، وخصوصاً في لبنان. تشكّل الزفّة عادةً افتتاحية العرس، حيث يرتدي الراقصون اللباس الفولكلوري ويقدّمون العريس والعروس للمعازيم وسط الموسيقى الشرقية والطبل والغناء. هذا التقليد قديمٌ جداً من المفترض أن تعود جذوره إلى ما قبل الإسلام.
٧- رشّ الأرز على العروسين
يقال إنّ الأرز هو سحرٌ للخصوبة يمنح المتزوجين الجدد امكانية الإنجاب. وفي القديم، إعتاد العروسان على الاستحمام بالقمح الذي تم استبداله بالأرز كرمزٍ للخصوبة والازدهار.
٨- إخفاء الفستان الأبيض من أمام العريس
من المعتقد أنّ العريس إذا ألقى ولو نظرةً صغيرةً على فستان العرس، يحظى الثنائي على حظٍ سيء. تعود هذه الخرافة إلى زمنٍ قديمٍ حيث كانت الأعراس مدبّرةً وكان محظور على العروسين رؤية بعضهما بعضاً قبل يوم الزفاف. أما اليوم، فهذا التقليد هو بالحري طريقةٌ تستخدمها العروس لتشويق عريسها أكثر فأكثر نحو اليوم الكبير حيث تظهر بكامل بهائها أمامه