هل سبق أن تساءلتِ: لماذا ترتدي العروس فستان زفافٍ أبيض يوم زفافها؟ كلّ فتاة تحلم بيومها المنتظر، وتحلم بأجمل فستانٍ أبيض. ومن الأكيد أن العروس ستكون محطّ الأنظار يوم زفافها، لذلك تسعى أن تكون في أبهى حللها وأناقتها في هذا اليوم. وبما أنّ فستان العرس يُعتَبر من أهمّ الطقوس في كلّ الثقافات والمُجتمعات، سنتعمّق قليلاً بمعنى ارتداء فستان أبيض ليلة الزواج وخلفيته. إن فستان الزفاف هو رداء العروس يوم زفافها، فتختلف تصاميمه وقصّاته، حتّى لونه. تختلف أشكال هذا اللّباس تبعًا لثيمات العرسان وموضوع الحفل، فضلاً عن العادات والتّقاليد لكلّ أسرة ولكلّ مُجتمع.
خلال الفترة الّتي تلت العصور الوسطى، بدأ مفهوم الزواج يتغيّر ويأخذ منحى آخر، فبدل أن تكون مُناسبة لإرتباط شخصين، غدت مُناسَبَة لإرتباط عائلتين. تطوّرت فكرة الزفاف وتخطّت موضوع الحبّ فأصبحت مُناسَبَة مُهمّة لدى العائلات النّبيلة وارتباط سياسيّ مجتمعيّ. لذلك، كان على العروس أن تلبس فستانًا يُعبّرُ عن عائلتها لأنّها لم تعد تُمثِّلُ نفسها وحسب بل تمثّلُ العائلة بأكملها. تكاثرت الإختيارات ولكن برزت العائلات الغنيّة بميولها للألوان الغنيّة والجريئة، مُصمَمة من طبقات من الفرو والحرير. ولكم يبقى السؤال الأهم، لماذا اللّون الأبيض؟ متى بدأت هذه الظّاهرة وكيف أصبحت الآن مع التغيّرات بالموضة والتّقاليد؟
ما هي قصّة فستان الزفاف الأبيض؟
ارتدت ملكة اسكتلندا ماري في زواجها الأوّل من فارنسس دوفن، ملك فرنسا، عام 1559 بدلةً بيضاء، وذلك لأنّه لونها المُفضّل. أثار هذا الخيار تعجّباتٍ عديدة إذ إنّ اللّون الأبيض كان يُعتبر اللّون الذي يُلبس في المآتم في فرنسا آنذاك. ولكن تُعتبر فيليبا الإنكليزيّة أوّل أميرة في التاريخ ترتدي فستان زفاف أبيض في عرس ملكيّ مع قلنسوة بيضاء أيضًا، مصنوعة من الحرير. بالرّغم من بداية هذه الظّاهرة في القرن السادس عشر، لم يصبح اللّون الأبيض خيارًا اجتماعيًا حتّى عام 1840. فاختارت الملكة فكتوريا خلال زواجها من ألبيرت فستان باللّون الأبيض لكي تُبيّن التطريزات التي تملكها. وبعد انتشار لوحة الزفاف تظهر فيها الملكة فكتوريا بثوبها الأبيض، بدأت كثير من السيدات تختار الأبيض مقتديات بها. فلم تكن أوّل من ارتدى فستان زفاف أبيض، لكنّها جعلت هذا اللّون يحظى بشعبيّة.
فضلاً عن ذلك، أصبح الدّانتيل الأبيض واحدًا من الإتجاهات العالميّة في فساتين الأعراس. رغم محاولة العديد من المصمّمين إدخال الألوان على الفستان، إلاّ أنّ اللّون الأبيض يبقى هو السائد. وبالتّالي، اللّون الأبيض رمز أعمق بكثير من ذلك، فهو يرمز إلى النّقاء والصّفاء، كما أنّه أصبح يرتبط بالفرح إذ يجعل العروس تظهر كالملاك أو كالأميرة. والبعض يعتبرُ أنّ إختيار اللّون الأبيض هو إعلان العروس إستسلامها للحبّ، عملاً بتقليد قديم حيث كانت الجهّة المُستسلمة ترفع الرّاية البيضاء.
لكن في بعض البلدان والمناطق لا ترتدي العروس فستانًا أبيض، بل تختار ألوانًا أخرى كالأحمر. هذا اللّون السائد لفساتين الأعراس في بلدان مُتعدّدة كالصين والهند والفييتنام لأنّه لون الحظّ الجيّد والتفاول. ولكنّ يظلّ اللّون الأبيض مُتربّع على عرش الموضة في أغلب البلدان العربيّة والأجنبيّة.
ماذا عن فساتين الأعراس الآن؟
ترتدي العروس حاليًّا فستان زفاف باللّون الأبيض قد يتخلّله تفاصيل بالألوان الأخرى. في أوائل القرن الحادي عشر، كانت موضة فساتين الأعراس الأكثر شيوعًا هي الفساتين من دون أكمام. أمّا الآن، تكاثر أشكال وأحجام فساتين الأعراس وأصبحت تتماشى مع جميع الأذواق وأشكال الأجسام. بالإضافة إلى ذلك، أصبح إستخدام الألوان في الفساتين البيض أمر طبيعيّ ومُتوقّع. ستجدين الآن في الأسواق فساتين عديدة بألوانٍ مُختلفة العاجي، الزهريّ، قشر البيض، الأوف-وايت وغيرها. كما أنّ التفاصيل الإضافيّة بألوانها العديدة أصبحت مطلوبة، تمامًا كفستان عرس نانسي عجرم بالعقدة السوداء الكبيرة.
عند زيارتكِ لمتاجرنا، أو موقعنا الإلكترونيّ، ستكتشفين أنّ فساتين الزفاف المُلوّنة أصبحت من آخر صيحات الموضة. تمامًا كالفساتين في هذه الصورة من مجموعة إسبوزا كوتور باللّون الزّهري النّاعم والقصّات المُلفتة والملوكيّة.
وكما ذكرنا سابقًا، تكثرُ الفساتين البيضاء المُزيّنة بالتطريزات المُلوّنة كاللّون الزهريّ مثلاً، الفضيّ، العاجيّ وحتّى الأسود. يظهر هذا التّصميم بهذا الفستان الجريء من مجموعة السّنة لفيرا وينغ x برونوفياس، يتميّز بوردة ضخمة مُزيّنة باللّون الأسود في مُنتصفها.
كذلك نجدُ فساتين باللّون العاجيّ، مُزيّنة ومُرصّعة بالترتر اللّامع والحجارة البرّاقة بألوانٍ عدّة كاللّون الفضيّ تمامًا كهذا الثوب من إيفا لاندال.
ولإطلالة راقية وساحرة، الفستان أدناه من ميلاّ نوفا سَيَفي بالغرض بالتّأكيد. مُصمّم بقصّة حوريّة البحر الّتي تعانق مُنحنيات جسدكِ وتُسلّطُ الأضواء عليك يوم زفافكِ ومُرصّع بأكمله بالترتر والحجارة البرّاقة الذّهبيّة. أكمامه الطّويلة تزيد من نعومتكِ وأنوثتكِ لطلّة مثاليّة ومُختلفة للغاية.