كانت مقابلةُ صاحبة مجوهرات “وايد فينتاج” وإحدى أكثر كتّاب الموضة على الشبكة الإلكترونية تأثيراً في العالم العربي، دانا ولّي، من إحدى أكثر المهمّات إثارةً التي كان عليّ الاضطلاع بها من أجل متجر فساتين الأعراس الفاخر.
تزوّجت دانا الرائعة في بيروت في 29 تموز/يوليو ضمن أجواء تفيض بالخيالية، ولم يقع اختيارها إلاّ على إسبوزا لتصميم فستان زفافها الفريد. وقد كنت من بين المحظوظين في ملاقاتها وقضاء معها جميع أوقات الجنون والإثارة التي تعيشها كلّ عروس، وهذا بضعة أيام قبل زفافها، حتّى ولو لبضعة دقائق.
رأساً على عقب، لم تنم دانا في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة التي رأيتها فيها عند بوتيك إسبوزا بريفيه في وسط بيروت. وعلى الرغم من إرهاقها، كانت تشعّ بالجمال والحيويّة ولم تتوقّف عن الكلام حول مدى حماسيّتها في ارتداء فستان حلمها بقلم إسبوزا.
كنت جالسةً بالقرب منها في صالون إسبوزا بريفيه وأستمع إلى تفاصيل التحضيرات لزفافها، وسرعان ما فهمت أنّ دانا لم تكن مجرّد عروسٍ اعتيادية وأنّ زفافها كان حتماً سيكون أحد أكثر الأحداث تميّزاً وفخامةً وجدارةً بالذكر في لبنان.
عاشقةٌ كلّ شيءٍ قديم الطراز مع نظرةٍ على آخر الابتكارات وميلٍ إلى العصريّة والطليعة، أرادت دانا أن تمتزج جميع هذه المكوّنات في أدقّ تفاصيل مظهرها ليوم زفافها. بقيت لأشهرٍ عديدة تبحث عن أفكارٍ ومصدر إلهامٍ ولم تجد ما كانت تريده، فقرّرت تخصيص شيءٍ يعكس ذوقها المميّز وشخصيّتها الفريدة.
اليوم الذي التقيت فيه دانا كان يوم إحدى أواخر جلسات القياس والتصوير ما قبل الزفاف. نعم، يمكنكم أن تتخيّلوا مدى الإثارة والخوف والحماس، تلك المشاعر التي امتلأت بها حجرة القياس في إسبوزا بريفيه في تلك الظهيرة. وبعد أشهرٍ من التردّد والارتباك والاحباط تلتها ستّة أشهرٍ من تعاون كرّ وفرّ مع إسبوزا لبنان، زد إلى ذلك جميع التحدّيات والعمل الدؤوب المطلوب لابتكار وخلق فستانٍ يجسّد أخيراً أحلام دانا الشخصيّة المشهورة، احتبست جميع الأنفاس فيما كانت العروس تجرّب فستانها وراء الستار والأعين كلّها كانت بانتظار هذه اللحظة العظيمة.
ولم أكن لأصدّق عينيَّ حين مشت دانا في الممرّ الذهبي، فكانت أبهى عروسٍ أراها وقد ارتفعت أناقتها إلى صفّ أناقة الملكيّين والمشاهير. فبعيداً كلّ البعد عن الفستان الأبيض الاعتيادي، كان فستانها أشبه بقطعة مجوهرات نادرةٍ تتلألأ بآلاف أحجار الشواروفسكي الذهبية والفضية التي تعكس بدورها مختلف الألوان والأشكال.
لم يكن الفستان أقلّ من معجزة، مع شهرين من العمل الدؤوب في الزخرفة الخرزية وبمؤازرة فريقٍ كاملٍ متفانٍ في تنفيذ التصميم المذهل والاستثنائي وتفاصيل الفستان الدقيقة، ومؤلّفٍ من أعضاء من بينهم مصمّمين وخمسة متخصّصين في العمل اليدوي، تمّ تعيينهم فقط للعمل على 40 متر من قماش التول. وفي حينٍ تألّقت رشاقة دانا في الخطوط المتموّجة التي لا تنتهي وأعلى الفستان الذي يكشف كتفيها بالكامل، منحتها أمتار التول طلّةً ملكيّةً زادتها أنوسةً على الأنوسة وأناقةً على الأناقة.
كانت إسبوزا أيضاً المصمّم الذي رسم قطعة رأسٍ خصيصاً لدانا. فبعد قضاء أشهر في البحث عن الأكسسوارات الأكثر تناسباً، قرّرت العروس الاستعانة بخبرة إسبوزا التي صمّمت فقط لها قطعاً فريدةً عكست شخصيّتها المميّزة والرائدة في عالم الموضة. ففي مزيجٍ من الفينتاج والعصريّة والكلاسيك، تم تصميم هذه القطع بتأنٍّ وأناقةٍ مع زخرفةٍ خفيفةٍ بالخرز من أجل وضع اللمسات الأخيرة على كامل الطلّة الملكيّة لتلك العروس البهيّة.
مرّةً أخرى، ساهمت إسبوزا في تجسيد حلمٍ كبيرٍ ألا وهو حلم يومٍ جميلٍ وبداية حياةٍ مليئةٍ بالسعادة. مرّةً أخرى، أبصرت تحفةٌ فنيّةٌ النور على أيدي فريقٍ عظيمٍ كرّس وقته للابتكار، وهذه المرّة، كنت هناك لأتذوّق ولو قليلاً طعم هذه العظمة.